قصيدة النابغة في وصف المتجردة، النابغة الذبياني من الشعراء القدامى الذين أبدعوا وتفننوا في كتابة الأشعار وقد منحه من عاصره لقب النابغة نظراً لكونه نبغ في كافة أشكال وألوان الشعر المختلفة، وأبدع فيها على نحو كبير وهو زياد بن معاوية من مواليد العام 230 قبل الهجرة ونسبه بعض المؤرخين لشعراء المعلقات ويكنى بلقب ابو امامه، عاشر الملك النعمان وكان على علاقة طيبة معه وأنزله منزلة حسنة نظراً لما وجد فيه من قدرة على كتابة الشعر والأدب العربي، وخلال إقامته برفقة النعمان وصف زوجته التي تدعى المتجردة وفقاً لما يقال أنه بناء على طلب النعمان وبقيت القصيدة بحوزة النعمان، إلا أنها انتشرت فيما بعد واصبحت محل الكثير من التساؤلات كون قصيدة النابغة في وصف المتجردة تثبت أنه رآها عن قرب وتمعن فيها، وهو ما استغله البعض للوقيعة ما بين النعمان والنابغة وفر وقتها النابغة إلى الغساسنة هربا وخوفاً من بطش النعمان، كون هذا الأمر يتهدد حياته، وهنا نقدم لكم ما جاء من كلمات في قصيدة النابغة في وصف المتجردة وهي على النحو التالي :
- أمن آل مية رائح أو مغتد
- عجلان ذا زاد وغير مزود
- أفد الترحل غير أن ركابنا
- لما تزل برحالنا وكأن قد
- زعم البوارح أن رحلتنا غدا
- وبذاك الغراب تنعاب الأسود
- لا مرحبا بغد ولا أهلا به
- إن كان تفريق الأحبة في غد
- حان الرحيل ولم تودع مهددا
- والصبح والإمساء منها موعدي
- في إثر غانية رمتك بسهمها
- فأصاب قلبك غير أن لم تقصد
- غنيت بذلك إذ هم لك جيرة
- منها بعطف رسالة وتودد
- ولقد أصابت قلبه من حبها
- عن ظهر مرنان بسهم مصرد
- نظرت بمقلة شادن مترببٍ
- أحوي أحم المقلتين مقلد
- والنظم في سلك يزين نحرها
- ذهب توقد كالشهاب الموقد
- صفراء كالسيراء أكمل خلقها
- كالغصن في غلوائه المتأود
- والبطن ذو عكن لطيف طيه
- والإتب تنفجه بثدي مقعد
- محطوطة المتنين غير مفاضة
- ريا الروادف بضة المتجرد
- قامت تراءي بين سجفي كلة
- كالشمس يوم طلوعها بالأسعد
- أو درة صدفية غواصها
- بهج متي يرها يهل ويسجد
- أو دمية من مرمر مرفوعة
- بنيت بآجر يشاد وقرمد
- سقط النصيف ولم ترد إسقاطه
- فتناولته واتقتنا باليد
- بمخضب رخص كأن بنانه
- عنم يكاد من اللطافة يعقد
- نظرت إليك بحاجة لم تقضها
- نظر السقيم إلي وجوه العود
- تجلو بقادمتي حمامة أيكة
- بردا أسف لثاته بالإثمد
- كالأقحوان غداة غب سمائه
- جفت أعاليه وأسفله ندي
- زعم الهمام بأن فاها بارد
- عذب مقبله شهي المورد
- زعم الهمام ولم أذقه أنه
- عذب إذا ما ذقته قلت : ازدد
- زعم الهمام ولم أذقه أنه
- يشفي بريا ريقها العطش الصدي
- أخذ العذاري عقدها فنظمنه
- من لؤلؤ متتابع متسرد
- لو أنها عرضت لأشمط راهب
- عبد الإله صرورة متعبد
- لرنا لرؤيتها وحسن حديثها
- ولخاله رشدا وإن لم يرشد
- بتكلم لو تستطيع سماعه
- لدنت له أروي الهضاب الصخد
- وبفاحم رجل أثيث نبته
- كالكرم مال علي الدعام المسند
- لا وارد منها يحور لمصدرٍ
- عنها ولا صدر يحور لمورد